الخطوة الأولى في الطريق إلى ألمانيا هي خطوة تعلم اللغة الألمانية .. وفي هذا المنشور سوف اقوم بتوضيح تجربتي مع اللغة الألمانية بكامل تفاصيلها .. يرجى قراءة المنشور حتى النهاية
بدأت بتعلم اللغة الألمانية مع بداية سنتي الخامسة في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا .. في بادىء الأمر لم اكن اعلم شيئا عن اللغة الألمانية اطلاقا .. جل ما كنت أعلمه هو أن اللغة الألمانية صعبة ولكني لم أعي صعوبتها تماما . عندما بدأت بتعلم اللغة، وتحديدا في المستوى الأول، لم اكن ملتزما بالحصص ولا بالواجبات التي كان من المفترض أن اتابعها بكثافة وتركيز ، ربما بسبب انشغالي بالعمل والدراسة. ولذلك وبعد شهر من بداية المستوى الأول، ادركت تماما مدى صعوبة اللغة وحاجة الشخص للمتابعة الدائمة والدراسة المستمرة الغير منقطعة. وبناء على ذلك، طلبت من معلمتي اعادة المستوى الأول نظرا لتقصيري وعدم معرفتي التامة بصعوبة اللغة وحاجتي لترتيب اولوياتي من جديد لوضع اللغة على رأس هذه الأولويات.
ولذلك فإن نصيحتي الأولى لك عزيزي القارىء هو اخذ اللغة الألمانية على محمل الجد منذ البداية ومتابعة اللغة والواجبات باستمرار وبلا انقطاع وذلك لضمان تعلم اللغة على الوجه الصحيح والنجاح بالامتحانات التي تنوي تقديمها.
تقع صعوبة اللغة الألمانية بين اللغة العربية والإنجليزية. فهي ليست صعبة بصعوبة اللغة العربية، والتي تحتوي على قواعد ومصطلحات ولهجات مختلفة، وليست بسهولة اللغة الإنجليزية. معرفتك باللغة الإنجليزية قد تساعدك في تعلم اللغة الألمانية وقد تكون أيضا عائقا بالنسبة لك. فعلى سبيل المثال يوجد الكثير من الكلمات المتشابهة بين اللغة الألمانية واللغة الإنجليزية ولكن ليس دائما. فعلى سبيل المثال كلمة Gift باللغة الإنجليزية تعني هدية، ولكن نفس الكلمة تعني سم باللغة الألمانية. بالإضافة إلى ذلك فإن قواعد اللغة الألمانية تختلف عن قواعد اللغة الانجليزية. فعلى سبيل المثال يوجد بعض الجمل في اللغة الألمانية التي تتطلب منك وضع الفعل في نهاية الجملة، وهذا الشيء غير موجود في اللغة الانجليزية أو لا يلقون له بالا اثناء التحدث.
لماذا اخترت ألمانيا لأكمل فيها تعليمي الطبي؟
اختيارك للمكان الذي تود إكمال الاختصاص به يعتمد تماما على ماهية الاختصاص الذي تود الحصول عليه. فالزملاء الذين كانت توجهاتهم للطب الباطني او طب الأطفال أو الأشعة مثلا قاموا بختيار أمريكا ولذلك توجهوا نحو الستيبات. أما أنا وزملائي ممن يحبون الجراحة، فقد فضلنا اختيار المانيا كوجهة لنا، لأنها وعلى عكس أمريكا، تقوم بتوفير هذا التخصص للقادمين من الخارج. لطالما كانت بريطانيا جزءا من خطتي، ولكن ما دفعني عنها هو إجبارية العمل كطبيب عام في أول سنتين لك عند وصولك إلى بريطانيا وقبل البدء بالتخصص، وقمت باعتبار هذه السنتين مضيعة للوقت وحدت عن فكرة بريطانيا تماما. كندا توفر برامج اختصاصية ممتازة ولكن رواتبها سيئة جدا مع وجود تكاليف معيشية مرتفعة. مستشفى حمد بقطر يوفر برامج اختصاصية معتمدة بأمريكا وهيه وجهة محببة لدى الكثير، خصوصا مع الرواتب المرتفعة والظروف المعيشية الجيدة، ولكن المشكلة هنا تكمن بالتنافس العالي على المقاعد، خصوصا مع وجود الكثير من الزملاء في شرق آسيا ممن يرغبون في التخصص في قطر.
سأقوم الآن بذكر محاسن و مساوىء الاختصاص في المانيا:
المحاسن:
١. قدرة الاطباء الخريجين من الجامعات الأوروبية والعالمية من الحصول على اختصاصات تنافسية كالجراحة أو العيون مثلا. أود التنويه على أن الاختصاصات النادرة كالجلدية مثلا ليست مستحيلة ولكنها تتطلب خبرة عالية في المجال الصحي وسيرة ذاتية قوية. ولذلك يلجىء البعض من محبي هذا الاختصاص إلى الدخول إلى اختصاص أولى كالباطني أو الطوارىء مثلا، ثم يقومون بالتحويل إلى الجلدية عندما تسنح لهم الفرصة.
٢. طريق ألمانيا طويل نسبيا ولكنه مضمون بشكل عام، مما يعني أنه عند إنتهائك من دراسة اللغة، فإن مسألة حصولك على الاختصاص هيه مسألة وقت فقط.
٣. الراتب الشهري والصافي بدون ضرائب يبدأ من ٢٥٠٠ يورو شهريا، وهذا الدخل يقع أعلى من متوسط الدخل في ألمانيا. يزيد الدخل الشهري سنويا عند التقدم بمراحل الاختصاص، ويضاف إلى هذا الراتب المناوبات والتي تعتبر ساعات عمل اضافية هنا في المانيا.
٤. لا يوجد امتحان سنوي عند نهاية كل سنة اختصاص في المانيا. يعتبر البعض هذه النقطة نقطة سلبية لأنها تأثر على مخرجات التعليم، ولكنني اعتبرها نقطة إيجابية، فالطبيب الذي يطارح الـ ٢٥ سنة من العمر يستطيع متابعة دراسته بنفسه ولا يحتاج إلى تقييم سنوي.
٥. عند الإنتهاء من برنامج الإختصاص يخضع المؤهل لامتحان شفهي واحد ومن ثم يحصل على شهادة الاختصاص والتي تأهلك للعمل في ألمانيا ضمن إختصاصك بشكل كامل وحيثما تريد. هذه المزاولة دائمة وليست مشروطة، أي أن وجود الجنسية الألمانية أو الاوروبية لا يضيف شيئا لهذه الشهادة.
٦. إمكانية الحصول على الجنسية الألمانية في غضون خمس إلى ست سنوات، وهذه القوانين قابلة للتعديل.
٧. قرب ألمانيا إلى الوطن العربي، فرحلة الطائرة من مطار فرانكفورت الدولي إلى مطار عمان الدولي تستغرق أربع ساعات فقط.
٨. المرونة في الاختصاص المرغوب ومكان الاختصاص. اود هنا مقارنة ألمانيا بأمريكا، فعلى سبيل المثال، نظام التوزيع الامريكي Matching يجبرك على البقاء في مستشفى واحد وفي نفس الاختصاص، وعند رغبتك بتغيير أي منهما يتوجب عليك التقديم مجددا السنة القادمة.
المساوىء:
١. صعوبة اللغة الألمانية.
٢. البيروقراطية في الحصول على مزاولة المهنة الألمانية والاختصاص. البيروقراطية تعني اعتماد الدولة الألمانية بشكل كبير على الأوراق عوضا عن الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة. تخيل عزيزي القارىء انني قمت بإرسال رسالة واحدة اسبوعيا بالبريد منذ وصولي إلى ألمانيا وأنا لم استخدم البريد في حياتي مسبقا.
٣. مبلغ الحساب المغلق. الحساب المغلق هو عبارة عن حساب بنكي يجب عليك فتحه كأحد شروط السفر إلى ألمانيا. يجب أن يحتوي هذا الحساب على ما يقارب ١١٥٠٠ يورو وهو مبلغ ضخم جدا. يتم صرف اقل بقليل من ١٠٠٠ يورو لك من هذا الحساب المبلغ كمصروف لمدة سنة منذ وصولك إلى ألمانيا. يتم إعفائك من هذا المبلغ عند وجود من يكفلك ماديا في ألمانيا (كأحد الأقارب مثلا).
ما هي مستويات اللغة الألمانية؟
اللغة الألمانية تنقسم إلى عدة مستويات:
١. المستوى الأول A وينقسم إلى مستويين فرعيين: A1 و A2. كل واحد من الفروع ينقسم أيضا إلى فرعين. المستوى الفرعي A1 ينقسم إلى A1.1 و A1.2 والمستوى الفرعي A2 ينقسم إلى A2.1 و A2.2. تتعلم في هذا المستوى الحروف الألمانية وكيفية تكوين الجملة باللغة الألمانية وأدوات الربط وغيرها الكثير.
٢. المستوى الثاني B وينقسم إلى مستويين فرعيين: B1 و B2. كل مستوي فرعي ينقسم أيضا إلى فرعين. المستوي الفرعي B1 ينقسم إلى B1.1 و B1.2 والمستوى الفرعي B2 ينقسم إلى B2.1 و B2.2. تتعلم هنا كيفية استخدام أدوات الربط لتكوين جميلة معقدة بالإضافة إلى القواعد المتقدمة في اللغة.
٣. المستوى الثالث C وينقسم إلى مستويين فرعيين: C1 و C2. كل مستوي فرعي ينقسم أيضا إلى فرعين. المستوي الفرعي C1 ينقسم إلى C1.1 و C1.2 والمستوى الفرعي C2 ينقسم إلى C2.1 و C2.2. هذا المستوى لا يطلب من الأطباء عادة وهو مخصص للمحاميين واخصائيي علم النفس.
يتم تدريس اللغة الألمانية بداية مع مستوى A1.1 وبعد الانتهاء من هذا المستوى يتم الانتقال إلى المستوى التالي وهو A1.2 وهكذا حتى يصل الطالب إلى المستوى المطلوب من اللغة. دراسة المستوى الواحد دراسة كافية تتطلب في المتوسط ٣ حصص اسبوعيا، كل حصة تتوسط مدتها من ساعة ونصف إلى ساعتين ويتطلب انهاء المستوى الواحد بشكل كامل ما متوسطه شهر ونصف إلى شهرين.
يستطيع الشخص تسريع عملية إنهاء المستوى بتكثيف الحصص إلى أربع أو حتى خمس حصص اسبوعيا، ولكن عدد الحصص المفضل لدى المعظم هو ثلاث حصص اسبوعيا، خصوصا وأن المعظم لديه أعمال تمنعه من اخذ اكثر من ذلك، كطالب أو موظف مثلا. تذكر عزيزي القارىء أنه يجب عليك متابعة الدروس وحل الواجبات وتكثيف الساعات يعني تكثيف الدراسة، ولذلك فإن أحسست نفسك غير قادر على متابعة اللغة الألمانية بكثافة فلا تطلب زيادة الحصص الأسبوعية.
ما هو الوقت المناسب لطالب الطب للبدء بتعلم اللغة الألمانية؟
الوقت المناسب للبدء بتعلم اللغة الألمانية يقع مع نهاية سنة رابعة وبداية سنة خامسة. عندها يكون طالب الطب قد داوم بالفعل في بعض التخصصات الأساسية والفرعية واستطاع عن طريق ذلك تحديد الاختصاص الذي يرغب به وبناء على ذلك يستطيع تحديد البلد الذي يرغب بالتخصص به. يصعب جدا على طالب الطب تحديد ميوله التخصصية قبل الانتهاء من الدوام في التخصص المذكور. ولذلك، فإن الوقت المناسب هو مع بداية السنة الخامسة. لا أنصح إطلاقا بالبدء بتعلم اللغة في وقت أبكر لعدة أسباب، منها امكانية تغييرك للبلد المختار بعد الانتهاء من دوامك في القسم المطلوب. وأيضا، فإن اللغة الألمانية تحتاج استمرارية، أي أن الوقت المبكر في دراسة اللغة يعني الوقت المبكر في الانتهاء من اللغة، وهذا يؤدي إلي انقطاع طويل عن دراسة وممارسة اللغة، مما قد يؤثر على مهاراتك اللغوية. لا أنصح أيضا بدراسة اللغة الألمانية حصرا خلال سنة الإمتياز، فبعيدا عن حاجتك لحضور خمس حصص اسبوعيا، فإن اللغة الألمانية ليست للحفظ، بل يجب عليك تعلمها على مهل ويجب عليك التشبع من اللغة حتى تستقبلها جيدا.
متى بدأت بتعلم اللغة الألمانية وكم استهلكت منك وقتاً ومالاً؟
بدأت بتعلم اللغة تحديدا عام ٢٠١٨ عند مدرسة في مدينة إربد تسمى المس هبة الشافعي وموقعها قرب السيفوي. كانت خياراتنا محدودة حينها والجميع نصحنا بالمس هبة ولذلك قمنا بالتسجيل عندها منذ البداية وحتى مستوى B1.2. عند بداية دراستك للغة ستلاحظ أن عدد الراغبين بتعلم اللغة كبير، ولكن للأسف ٧٠ بالمئة من هؤلاء لا يقومون بإكمال الدراسة ويتوقفون بعد مستوى A1.2. بعض المتعلمين يظنون بأن ألمانيا لن تستقبل هذا العدد الهائل من الأطباء ولذلك يقومون بتغيير الخطة إلى بلد آخر، وهذا حكم مستعجل جدا بناء على تجربتي. البعض الآخر يتوقف عن دراسة اللغة في فترة مبكرة جدا وذلك لأنه وجد اللغة صعبة ولا تلائمه. يوجد البعض أيضا ممن يتعلمون اللغة لأغراض لم الشمل، ولذلك فهم يدرسون حتى مستوى A1 فقط. ولذلك عزيزي القارىء لا تقم بالحكم المسبق على أي شيء بناء على عدد المتعلمين خلال الاشهر الأولى.
بعض المراكز والمدرسين الآخرين والذين ينصح بهم المعظم:
١. الأكاديمية الألمانية والتي تقع في إربد قرب دوار النسيم.
٢. معهد LGC في عمان شارع الجامعة.
٣. معهد غوته في عمان، وهو المركز الرسمي الوحيد والذي أسسته البعثة الألمانية في الاردن. يتيح لك معهد غوته دراسة اللغة عن بعد وينصح به كثيرا، ولكن مشكلته الوحيدة ارتفاع أسعاره مقارنة بالمراكز اللي ذكرتها سابقا.
تتراوح اسعار المراكز والمدرسين ما بين ١٠٠ إلى ١٢٠ دينارا اردنيا للمستوى الواحد، مع التأكيد أن معهد غوته قد يكلفك ضعف هذا المبلغ للمستوى الواحد. ولذلك فإن تكلفة دراسة اللغة حتى مستوى B1.2 تتراوح ما بين ٩٠٠ و ١٠٠٠ دينارا اردنيا، وهو مبلغ ليس بالقليل ولكن الجيد أن هذا المبلغ يتوزع على سنين دراستك للغة ولا يتم دفعه مرة واحدة.
هل أستطيع تعلم اللغة الألمانية لوحدي؟
تستطيع طبعا تعلم اللغة الألمانية لوحدك من مصادر مختلفة. اذكر لكم هنا بعض المصادر المحببة لدى المعظم:
١. الاستاذ خالد بوزان، وهو استاذ متمرس في اللغة الألمانية وقام بإنشاء دورة الكترونية كاملة للغة الألمانية. تستطيع إيجاد هذه الدورة على صفحته على يوتيوب.
٢. مستر شحاتة، وهو مترجم محلف في المانيا واستاذ طريف كما توعدنا من اخواننا المصريين. تستطيع الوصول الى دورته على اليوتيوب.
٣. ساندرا ١١ بالمئة (Sandra11Percent)، وهي مدرسة خصوصية تطرح عدة دورات على صفحتها في موقع يوديمي. الدورات اسعارها منخفضة وفي متناول الجميع.
الآن نصيحتي للذين ليست لديهم مشكلة بدفع ثمن الدورات الوجاهية في الاردن أن يقوموا بالتسجيل مباشرة في دورة بأحد المراكز او مع احد المدرسين الذين ذكرتهم بالأعلى. أما عن الذين يريدون توفير مبلغ من المال، فأنا انصح باحد المصادر التي ذكرتها حتى مستوى A2 فقط. وثم بعد ذلك أنصح بالتسجيل بأحد المراكز او مع أحد المدرسين وذلك لأن اللغة تصبح أصعب نسبيا وتحتاج لأحد ليجاوب على استفساراتك عندما تجد صعوبة في فهم شيء ما. مهما كان اختيارك أنصح الجميع بالتسجيل لدورة تحضير للامتحان وتحديدا امتحان B1. بعض المراكز والاساتذة يوفرون هذا التحضير بشكل مجاني لطلابهم، كما فعلت معنا المس هبة الشافعي. ولكن اذا كنت ممن يدرسون اللغة بشكل فردي من البداية، فيوجد بعض المراكز، كمركز LGC مثلا، يوفرون مثل هذه الدورات حتى للذين درسوا اللغة خارج معهدهم.
ماذا عن امتحانات اللغة الألمانية؟
يستطيع المرء تقديم الامتحانات بعد أي مستوى يقوم بإنهائه. فعلى سبيل المثال يستطيع الشخص الذي أنهى المستويين A1.1 و A1.2 تقديم امتحان المستوى A1. ولكن هذا الأمر لا يتم بالعادة، لأن كل امتحان فاللغة الألمانية يشمل ما قبله. أي أن الشخص الذي قام بتقديم امتحان B1 مباشرة وحصل على شهادة هذا المستوى، تعتبر هذه الشهادة بمثابة حصولك على شهادة لكل المستويات التي سبقت B1. بناء على ذلك، يفضل المعظم تقديم امتحان B1 أو حتى امتحان B2 بدون الحاجة لتقديم أي امتحان يسبقهما، إللا إذا كان الهدف من الشهادة لم الشكل، فبهذه الحالة يحتاج الشخص إلى تقديم امتحان مستوى A1 والنجاح به فقط.
يجب على الشخص عدم التفكير في الامتحان قبل الوصول إلى مستوى B1.1 على الأقل، فالامتحان له طريقة دراسة خاصة سأقوم بذكرها لاحقا في هذا المنشور.
يوجد ثلاث شهادات معتمدة لإثبات قدرتك على التحدث باللغة الألمانية، وهذه الشهادات هيه:
١. شهادة معهد غوته، ويتم الحصول عليها حصرا عن طريق الامتحان في معهد غوته الواقع في عمان.
٢. شهادة معهد ÖSD، وهو اختصار للثلاث بلدان الذين تعتمذ فيهم هذه الشهادة، وهم النمسا، سويسرا، وألمانيا. يتم الحصول على هذه الشهادة عند ٣ مراكز فقط بالاردن، وهم معهد LGC و معهد MLC في عمان، بالإضافة للأكاديمية الألمانية في إربد، والتي حصلت على الموافقة في الماضي القريب.
٣. شهادة معهد TELC وهي الأسهل بناء على كلام من تقدم للامتحان بها، ولكنها للأسف لا تعطى في الاردن بتاتا.
أعلم ما هو السؤال الذي يخطر على بالك الآن عزيزي القارىء: ما هي الفروقات الأساسية بين هذه الشهادات الثلاث؟ الجواب بسيط: لا شيء. فالمهم هنا هو حصولك على شهادة تثبت قدرتك على التحدث باللغة الألمانية وأن تكون الشهادة معترف بها في جميع أنحاء ألمانيا، وهو ما توفره الشهادات الثلاث.
اذا وبناء على الكلام السابق يطرح السؤال: هل هذا يعني بأن اتقدم بالحصول على أي من هذه الشهادات؟ الجواب هنا يصبح لا. اختيارك لأحد هذه المعاهد يعتمد على معاملين أساسيين وهما:
١. المستوى المرغوب بالحصول عليه. معلومة مهمة جدا يجب عليك معرفتها هو ان الامتحانات تختلف ضمنيا وتركيبيا بين كل الشهادات. فمثلا امتحان B1 في معهد غوته يقسم إلى جزئين أساسيين: الجزئ الكتابي ويشمل القراءة والكتابة والسماع و الجزء الكلامي ويشمل التحدث. المشكلة هنا في معهد غوته هو أن رسوبك في أحد الأجزاء الكتابية يعني رسوبك في كل الأجزاء الكتابية. لتوضيح الموضوع بشكل أكبر، دعنا نأخد طالبا على سبيل المثال ممن يرغبون بالحصول على شهادة B1 من معهد غوته. يقوم هذا الطالب بتقديم جزئي الامتحان بشكل كامل ولكنه يفشل للاسف في النجاح في جزء الكتابة فقط. يتحتم على ذلك الطالب اعادة الجزء الكتابي بجميع اجزاءه الثلاث، بينما لا يعيد الطالب الجزء التحدثي طالما قد نجح به. بالمقابل توفر شهادة ÖSD القدرة على إعادة كل جزء منفصلا عن الآخر عند عدم مقدرة الطالب على اجتياز هذا الجزء تحديدا. بناء على هذا، فإن المعظم يحبث الحصول على شهادة ÖSD وليس شهادة غوته عندما يكون المستوى المطلوب هو B1. ولكن عند الرغبة بالحصول على شهادة في مستوى B2، فإن الموضوع يعكس بين الشهادتين. هذا يعني أن معهد غوته يفصل الأجزاء الأربعة من الامتحان، بينما معهد ÖSD يجمع الاجزاء الكتابية معا ويبقي الجزء التحدثي لوحده، تماما كما فعل معهد غوته في امتحان مستوى B1. أنا شخصيا قدمت امتحانات المستويين B1 و B2 بمعهد ÖSD ونجحت بكليهما ومن المرة الأولى.
٢. صعوبة الامتحان. من التعارف عليه أن امتحانات معهد غوته أصعب بقليلم من امتحانات معهد ÖSD، وهذه النقطة تجعل الطالب يميل دوما لتقديم كل الامتحانات في هذا المعهد كما فعلت أنا تماما.
هل أتقدم لامتحان B1 أم B2 أم لكليهما؟
إذا عزيزي القارىء يتبقى الآن في ذهنك سؤال واحد فقط فيما يخص الامتحانات في ألمانيا، هل يتوجب علي التقدم لامتحان B1 او امتحان B2 أم كليهما معا؟ أنا أنصح دائما بتقديم الامتحانين معا وبفترة أربع أشهر تفصل بين الامتحان الأول والامتحان الثاني. السبب في ذلك يرجع إلى قوانين السفارة الألمانية في عمان. فعند طلب الحصول على التأشيرة الوطنية يكون أمامك خيارين:
إما التقدم للتأشيرة باستخدام شهادة B1 وإرفاق تسجيل معهد للمستويات B2 و C1 مثلا،
او تقديم شهادة B2 وإرفاق إثبات تدريب في مستشفى ألماني بالإضافة إلى تسجيل معهد للمستوي C1.
الفكرة هنا هو أن الشرط الأساسي في الحصول على التأشيرة الوطنية هو إثبات ما يشغلك في ألمانيا لمدة تزيد عن ٣ أشهر منذ وصولك إلى ألمانيا. يميل المعظم إلى الذهاب مع الخيار الأول وذلك نظرا لسهولة الحصول على تسجيل معهد لغة في ألمانيا مقارنة بصعوبة الحصول على تدريب في مستشفى. ويضاف إلى ذلك أن طلبك للحصول على التأشيرة يذهب إلى مكتب الإجانب في المدينة المراد الذهاب إليها أولا. فمثلا لنفرض أنك حصلت فقط على شهادة B2 واضطررت للذهاب مع الخيار الثاني بدلا من الأول. ولنفرض بأنك قمت بالحصول على تدريب مستشفى في مدينة X ومن ثم تود حضور كورس لغوي في مستوى C1. تقوم هنا السفارة بإرسال أوراقك إلى مكتب الأجانب في مدينة X، وهذه المدينة يمكن أن يكون مكتب الأجانب بها سيئا ومن الممكن أن يتأخر حصولك على التأشيرة بسبب هذا الامر. بالمقابل، ولسهولة الحصول على تسجيل معهد في أي مدينة ترغب بها، فإن الذهاب مع الخيار الأول انسب واءمن. هناك أيضا من لا يستطيع اجتياز امتحان B2 من المرة الأولى، مما يؤدي لتأخر تقديمه للحصول على التأشيرة. في هذه الحالة، وجود شهادة B1 يضمن لك القدرة على التقديم للحصول على التأشيرة قبل نجاحك في امتحان مستوى B2.
يجب أن أنوه هنا أن حضور دورة اللغة غير إجبارية البتة. فهناك معاهد كمعهد LANES مثلا يقدم لك وثيقة تسجيل مبدئي تستطيع تقديمه للسفارة مقابل مبلغ ٨٠ يورو للكورس الواحد. لا يجبرك المعهد بعدها على حضور الدورة إذا لم تكن بحاجتها.
الشيء الوحيد الذي قد يدفع المرء للذهاب مع الخيار الثاني هو المبلغ المطلوب للتقدم لكل مستوى. فكل مستوى يتطلب ما يقارب الـ ١٥٠ دينارا اردنيا للتقدم للامتحان ومن الواضح أن هذه الاسعار في تزايد. فالبعض يفضل أن يدفع ١٥٠ دينارا والتقدم لإمتحان واحد فقط وهو B2 على التقدم لكلا الامتحانين ودفع مبلغ يقدر بـ ٣٠٠ دينار.
لا أنصح أبدا بالتقدم لامتحان اللغة في ألمانيا وأنصح الجميع بالتقدم لهذه الامتحانات في الاردن، بسبب صعوبة الامتحانات في المانيا والتكلفة المرتفعة للدورات والامتحانات هنا.
أود التنويه أيضا أن مستوى اللغة المطلوب للتقدم بطلب تأشيرة وطنية هو مستوى B1 ولكن مستوى اللغة المطلوب للحصول على مزاولة المهنة هو مستوى B2 . فإنهاءك لكلا المستويين في الاردن يوفر عليك الكثير من المبالغ والوقت عند وصولك إلى ألمانيا.
أما أنا فقمت بالتقدم للمستويين كما ذكرت سابقا وقمت بعدها بتقديم شهادة مستوى B1 للسفارة وذلك للاسباب التي ذكرتها آنفا، وقمت بالمقابل بتقديم شهادة مستوى B2 لمركز المعادلة في المانيا. لا أدري إن كان هذا الأمر قانونيا ولكني قمت بذلك للحصول على التأشيرة بأسرع وقت وبنفس الوقت لتقديم أوراقي بشكل كامل لمركز المعادلة وعدم تأخير حصولي على مزاولة المهنة الألمانية.
كيف أدرس لإمتحانات اللغة الألمانية؟
دراسة امتحانات اللغة الألمانية تختلف تماما عن دراسة اللغة نفسها. فإن دراسة الإمتحانات تعتمد بشكل كلي على دراسة الامتحانات السابقة ومعرفة هيئتها وتركيبها ومحتوياتها. هذا لا يعني بأن الامتحان الفعلي سيأتي مطابقا لنماذج الامتحانات التي قمت بدراستها، بل ستأتي مختلفة تماما ولكنها على نفس نمط الامتحانات السابقة ونماذج الامتحانات بشكل عام. خلاصة الحديث هو أن اللغة الألمانية لغة تراكمية تجمع ما بين كل المستويات، ونماذج الامتحانات تقوم بدراستها فقط لمعرفة شكل الامتحان وتعويد نفسك على السرعة في إجابة الاسئلة في الامتحان.
التحديث الأخير: 07.08.2022